الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح لمعة الاعتقاد
316913 مشاهدة print word pdf
line-top
أفضل الصحابة: المهاجرون

ومعلوم - أيضا - أنهم يتفاوتون فإن المهاجرين الأولين أفضل من غيرهم لأن الله تعالى بدأ بهم قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فبدأ بالمهاجرين.
المهاجرون أسلموا بمكة مع قلة المسلمين في ذلك الوقت، ولما أسلموا صبروا على الأجر، والعذاب الذي نالهم من الكفار، ولما صبروا على ذلك عند ذلك أثابهم الله وضاعف أجرهم لأنه نالهم عذاب وأذى والأجر على قدر المشقة، ثم إن كثيرا منهم هاجروا إلى الحبشة قطعوا هذه المسافات، وركبوا البحر، ووصلوا إلى تلك البلاد حتى يتمكنوا فيها من عبادة الله تعالى، ويسلموا من الأذى ومن الفتنة على دينهم، ثم رجعوا -أيضا- من الحبشة إلى المدينة فيكونون هاجروا هجرتين هؤلاء أكبر أجرا وأكثر أجرا من الذين لم يهاجروا إلا هجرة واحدة، بقيتهم هاجروا من مكة إلى المدينة وتركوا أموالهم، وتركوا بلادهم.
قال الله تعالى: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا هؤلاء هم الفقراء المهاجرون كانوا أغنياء، وكان لهم أموال وأولاد، ولهم أملاك، ولهم عقارات، ولكنهم تركوا ذلك كله لله.
نزل في بعضهم قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ يقول أحدهم: أنا أشتري منكم نفسي، بما أملك، فلكم منازلي، ولكم أموالي اتركوني بنفسي حتى أنجو أسلم على عقيدتي، وأسلم على إسلامي، وديني، فهؤلاء بلا شك أعظم أجرا، فإن الأجر على قدر المشقة الأجر على قدر النصب.

line-bottom